الجمعة، 8 يوليو 2011

سوريا : د.محمد شادي كسكين - يوميات الثورة السورية الكبرى ||28||

مؤتمرات.... ومؤامرات..!! 1/2
هذه ثورة لم يشهد لها تاريخ الشرق المعاصر مثيلاً... وتكاد لا تماثلها في خصوصياتها وتعقيداتها وأفاقها وأثارها ثورة عربية إلا ثورة شعب فلسطين منذ عشرات السنين,, سوريا ليست تونس ولا مصر,,, وهي بالتأكيد ليست ليبيا ولا اليمن كما قال الأسد وهو كذوب,,, ثورة لها نكهتها التي تصر على أن تكون متميزة متفردة ..إنها الثورة الخامسة في ربيع الثورات لكنها الأولى في حساباتها السياسية والعسكرية والأمنية والإقليمية والعالمية وستكشف الأيام القادمات تفاصيل هذا القول بحذافيره.
في عودة إلى عنوان هذه اليومية فالمقاربة بين كلمتي " المؤتمرات والمؤامرات" أكثر من المقاربة اللغوية اللفظية ذاك أننا معشر العرب والمسلمين نعشق في موروث ذاكرتنا نظرية المؤامرة فلا مؤتمر دون مؤامرة ولا مؤامرة إلا بعد مؤتمرات علنية كانت أم سرية! عشق يصدق أحياناً ويكذب في أحيان أُخَر , يحدثني صديق تعقيباً على هذه العادة الشرقية بقوله:
" المؤامرة الصهيونية بدأت من مؤتمر بال عام 1897م, وعندما قرر الغرب إحتلال الشرق عقدوا مؤتمر الصلح عام 1916م وعندما قرر شعب سورية الإستقلال فيما يعرف بـ " المؤتمر السوري العام" في  20 مارس 1920م حدثت مؤامرة وضع سوريا ولبنان تحت الإنتداب الفرنسي والعراق تحت الإنتداب البريطاني وتطبيق وعد بلفور وذلك بقرار من مؤتمر سان ريمو في إيطاليا في 25 ابريل نيسان1920 م, وعندما إكتملت مؤامرة إخراج مصر من خندق المقاومة عقدوا مؤتمر كامب ديفيد في 1978م ومن ثم في العام 1991م مررت مؤامرة التنازل عن فلسطين التاريخية فيما عرف بمؤتمر مدريد للسلام ... " قلت لصاحبي: لكأن نظام البعث تعلم في مدرسة غربية ! فتاريخ البعث وقيادته القطرية لا تعقد المؤتمرات إلا للتحضير لمؤامرة ولذا عقدت عشر مؤتمرات قطرية إعتيادية وسبعة إستثنائية! 
لكن حالنا اليوم مع المؤتمرات ليس كسابق عهدنا وظننا – فالنظام ومعارضوه في هذه الثورة يتبادلون القصف بالمؤتمرات كما يتبادل الجيشان القصف بالقنابل في ساحات القتال حتى بات هذا الحراك السياسي " الذي تعطيه المؤتمرات جزءاً كبيراً من شكله العام "يفرض علي وعلى غيري التوثيق لهذه الزاوية من مسيرة تأريخ الثورة بشكلها العلمي المنهجي ولذا أستعرض هاهنا المؤتمرات التي شهدتها الساحة السورية منذ مارس/ أذار 2011م سواء أكانت هذه المؤتمرات مؤتمرات وطنية للمعارضة السورية وأنصار الثورة المباركة أم تلك التي يصح عليها لفظ " المؤامرة " والتي تدفقت من جهة النظام فجأة وبدون مقدمات لتكون ثورة سورية أول ثورة عربية تحظى بهذا الكم من المؤتمرات منذ ما قبل بدايتها وحتى اليوم من إنطلاقتها المباركة  :

- مؤتمر هامبورج 6/7- أذار مارس 2011م:
عقد هذا الإجتماع التشاوري في مدينة هامبورج الألمانية يومي السادس والسابع من أذار 2011م, وضم هذا الإجتماع 14 شخصاً شاركوا بصفتهم الشخصية رغم تنوع إنتماءاتهم السياسية منهم: د. محمد الخوام – د.محمد رحال – د.عبد الرزاق عيد - الأستاذ صلاح الدين بلال -  د.توفيق حمدوش – الشيخ مرشد معشوق الخزنوي -  الأستاذ عمار أمجد شرعان – الأستاذ ربحان رمضان -  الأستاذ عبد الباسط حمو – الأستاذ أحمد الجبوري – الأستاذ نواف خليل وتوافقوا فيه على إعلان يوم الثاني عشر من أذار يوماً للشهيد السوري كبداية للحراك الشعبي السوري نحو التغييرالسلمي والديمقراطية.


- لقاء إسطنبول من أجل سورية 26- إبريل نيسان 2011م:
عقد هذا اللقاء  برعاية من منبر اسطنبول للحوار السياسي  والذي يضم حوالي 400  من هيئات المجتمع المدني في تركيا وبمشاركة نحو 40 مشاركاً من إعلاميين ورجال أعمال ونشطاء في مجال حقوق الإنسان وعدد من النشطاء والباحثين الأتراك, ومهد هذا اللقاء للإتفاق على عقد مؤتمر موسع للمعارضة والشخصيات الوطنية السورية في وقت لاحق وأصدر اللقاء بياناً إعتبر فيه أن سورية تقف على مفترق الطرق فإما أن تسلك طريق الحرية والديمقراطية والازدهار وإما أن تبقى عنوانا للظلم والقهر والاستبداد. وحمّل اللقاء الرئيس بشار الأسد كامل المسؤولية عما سيحدث في المستقبل وأكد في بيانه الختامي على النقاط التالية:
أولا: التأكيد على حق الشعب السوري في حياة حرة كريمة أسوة ببقية شعوب العالم.
ثانيا: المطالبة بالإيقاف الفوري لنزيف الدم والاعتقالات العشوائية والتعذيب في سورية.
ثالثا: المطالبة بالسماح لوسائل الإعلام العالمية بدخول سوريا، ورفع جميع القيود أمام حرية الصحافة والتعبير، والسماح للمواطنين باستعمال جميع وسائل الاتصال الحديثة.
رابعا: التأكيد على حق الشعوب في التجمع والتظاهر السلمي الذي أصبح حقا طبيعيا للمواطنين، ونطالب بسن القوانين والتشريعات التي تكفل ذلك الحق بطريقة عصرية وإلغاء كل ما يقيد هذه الحقوق.
خامسا: المطالبة بإخلاء سبيل المعتقلين السياسيين، وإطلاق الحريات السياسية.
سادسا: التأكيد على استحالة استمرار الأنظمة التي تقوم على الظلم والاستبداد.
سابعا: التأكيد على الوقوف ضد كل أشكال التفرقة الدينية والاثنية والمذهبية، ومساواة الجميع أمام القانون.
ثامنا: إعتبار أن التسويف والمماطلة وعدم التطبيق الفوري للمطالب السابقة سيكون له آثارا كارثية على مؤسسة الحكم والوطن. ولذا يتوجب على النظام إيقاف نزيف الدم، وإنهاء الاعتقالات الجماعية العشوائية، وترك سياسة الإرهاب وترويع المواطنين.
تاسعا: المطالبة بإنهاء حكم الحزب الواحد والتحول إلى التعددية السياسية، والشروع حالا في تنظيم انتخابات حرة ونزيهة أسوة ببلدان العالم المتحضر.
عاشرا: رغم تناقص فرص الحل لكن مازال هناك متسع وإمكانية لتحوي الأوضاع السلبية إلى مجرى ايجابي.
أحد عشر: التأكيد على طبيعة المطالب السلمية الديمقراطية، ورفض كل أشكال الفرقة و الانقسام و الاستعانة بالقوى الخارجية.

- المؤتمر السوري للتغيير – أنطاليا 31/5/2011م- 2/6/2011م:
عقد في مدينة أنطاليا التركية بمشاركة 350-400 شخصية سياسية وحقوقية وعشائرية ونشطاء في مجال دعم الثورة والمجتمع المدني , وقد تشرفت بالمشاركة في هذا المؤتمر الذي وجه إنعقاده صفعة قوية للنظام , يدل على ذلك الهجوم الإعلامي الذي شنه النظام على المؤتمر  منذ الإعلان عن موعده ومكان إنعقاده وإرسال النظام للعشرات من " شبيحته" للتهجم على المشاركين وإصدار قرار العفو الرئاسي عن كل الجرائم المرتكبة قبل تاريخ إنعقاد المؤتمر,, لقد أليت على نفسي أن أتحدث بشكل مسهب عن هذا المؤتمر بتفاصيله الدقيقة في وقت لاحق ويكفي هنا القول إن المؤتمر إنتخب هيئة إستشارية تضم 31 شخصاً وهم: ملهم الدروبي (اخوان)، نجيب الغضبان (اخوان)، معاذ السباعي (اخوان)، حسين عبد الهادي (اخوان)، مراد الخزنوي (اكراد)، وليد شيخو (اكراد)، رضوان باديني (اكراد)، محمد رشيد (اكراد)، سالم المسلط (عشائر)، أحمد الإبراهيم (عشائر)، معتصم الحريري (عشائر)، أمير الدندل (عشائر)، غسان المفلح (اعلان دمشق)، تامر العوام (اعلان دمشق)، سندس سليمان، نور المصري، خولة يوسف، سليم منعم، عامر العظم (مستقلون)، زهير اسماعيل، أكثم بركات (مستقلون، علوي)، حمدي عثمان، محمد صادق شيخ ديب، رضوان زيادة (مستقلون)، محمد منصور (مستقلون)، وجدي مصطفى (مستقلون، علوي)، عبد الرحمن جليلاتي (مستقلون)، محمد كركوتي، صالح الطحان، رياض غنام، عمار قربي.
  
عينت بدورها في 17/6/2011م مكتباً تنفيذياً لدعم الثورة ونقلها إلى المحافل الدولية ويشرف على تنفيذ قرارات المؤتمر ويضم تسعة أعضاء وهم: الشيخ عبد الإله الملحم , السيد محمد كركوتي, الدكتور رضوان باديني,السيدة خولة يوسف, السيد ملهم الدروبي,الدكتور عمار قربي, السيد عمرو العظم, السيد عهد الهندي,السيدة سندس سليمان...
يتبع
د.محمد شادي كسكين – كاتب وناشط سوري
في الخامس عشر بعد المائة من الثورة المباركة – السابع من تموز يوليو 2011م



----------------------------------------------
 المدونة ليست مسئولة - المقال يعبر عن رأي الكاتب يمكنك التعليق على المقال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق